السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم اشتوكة آيت باها مع الوفد المرافق له، يقوم بزيارة لجماعة أيت عميرة
الإثنين 30 يونيو 2025 على الساعة الرابعة بعد الزوال

في إطار زياراته الميدانية لجماعات الإقليم للوقوف على واقعها التنموي، قام جناب عامل صاحب الجلالة على إقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، بزيارة إلى مقر جماعة آيت اعميرة، مرفوقًا بوفد إداري وتقني، وبحضور السلطات المحلية.
وقد حظي السيد العامل باستقبال رسمي من طرف رئيس جماعة آيت اعميرة، الذي عبر عن اعتزازه بهذه الزيارة التي تعكس العناية الكبيرة التي توليها السلطات الإقليمية لقضايا التنمية المحلية، خاصة في جماعة تعتبر من أبرز المناطق على المستوى الوطني فلاحيا وديموغرافيا.
وقد تميز اللقاء الذي جمع السيد العامل بأعضاء المجلس الجماعي بجو من الانفتاح والارتياح، حيث أبان السيد العامل عن حس عالٍ من الإنصات والتفاعل مع مختلف المداخلات، كما اتسمت تدخلاته برزانة وعمق في تحليل الوضع التنموي واستشراف الحلول المستقبلية للتحديات العالقة، مما أضفى على الإجتماع طابعًا من الصراحة والمسؤولية.
وقد شكلت الزيارة كذلك، محطة هامة لتشخيص الواقع، واستعراض مكامن القوة، وكذا التحديات والإكراهات التي تعترض تنفيذ عدد من مشاريع برنامج عمل الجماعة، خصوصًا في ظل الضغط السكاني الكبير، حيث تجاوز عدد السكان في الإحصاء الأخير 113 ألف نسمة، ما أحدث ضغطًا متزايدًا على المرافق الاجتماعية والبنيات التحتية والمرافق المؤسساتية.
وخلال اللقاء تم عرض شريط مصور وموجز حول الاكراهات والتحديات التي تواجه جماعة ايت عميرة في المجال التنموي خصوصا على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات الاجتماعية، ثم تلاه تقديم عرض حول حصيلة المشاريع المنجزة، شملت تقوية الشبكات الكهربائية والمائية، تحسين العرض الطرقي، إحداث ملاعب للقرب، ومرافق اجتماعية أخرى. كما تم تسليط الضوء على مشاريع مبرمجة، أبرزها مشروع التطهير السائل بكلفة تفوق 184 مليون درهم، إلى جانب برامج للتأهيل الحضري، وتقوية قطاعي الماء والنظافة.
ورغم أهمية هذه المشاريع، أبرز الحاضرون على أنها لا تزال غير كافية لتغطية الخصاص، خاصة مع استمرار النمو الديمغرافي والهجرة الداخلية والخارجية (جنوب الصحراء)، مع محدودية الموارد المالية للجماعة، فضلاً عن الإكراهات المرتبطة بطبيعة العقار، مثل الأراضي السلالية والفلاحية، التي تشكل عائقًا أمام التوسع العمراني.
كما تطرق اللقاء إلى الإشكالات البيئية، خاصة التراجع المقلق في الموارد المائية، ومشاكل تدبير النفايات بمختلف أنواعها، مما جعل المنظومة البيئية للمنطقة على المحك، وتستدعي حلولًا مستدامة وفعالة.
وفي ختام اللقاء، تم التأكيد على أن جماعة أيت عميرة، رغم التحديات، تتوفر على مؤهلات مهمة تؤهلها لتصبح قطبًا تنمويًا متكاملاً إقليميا ووطنيا، على أساس اعتماد مقاربات شاملة تُدمج الجانب الاجتماعي بالاقتصادي، مع تعزيز قدرات الجماعة البشرية والمالية، وتحقيق التوازن المطلوب بين التنمية والحفاظ على الموارد.
وإن نجاح هذا الورش، كما جاء في مداخلات عديدة، يظل رهينًا بتظافر جهود جميع الفاعلين: من سلطات إقليمية ومحلية، ومجلس جماعي، وقطاعات حكومية، ومجتمع مدني.